توقيت العيد

إن أزمة توقيت العيد، أزمة بسيطة من حيث تكوينها، لكنها عسيرة ومعقدة من حيث متعلقاتها. والحديث هنا عن توقيت العيد الكبير (القيامة) كما العيد الصغير (الميلاد)، على الاقل بالنسبة للكنيسة في سوريا.

لنبدأ بتوصيف مبسط لقضية توقيت العيد.

يمكن اختصار هذه القضية التي تقض مضجعنا مرة بالسنة ان لم يكن مرتين، بمشكلة رزنامة! نعم فالكنيسة - الكنائس في العالم تتبع رزنامتين، واحدة شرقية والأخرى غربية. ولأن الكنيسة منذ عصور قديمة وزّعت صلواتها واحتفالاتها على مدار السنة، فمن الطبيعي ان يكون هناك طريقتين في التوزيع، واحدة شرقية والأخرى غربية!

هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، منذ وقت طويل جداً، في الواقع أكثر من ألف سنة بكثير كان هناك رأيان في توقيت العيد عدا موضوع الرزنامات، وهو ترافق عيد القيامة مع الفصح اليهودي أو عدم ترافقه - بالتوقيت، ذلك أنّ صلب الرب يسوع كان في يوم فصح اليهود، فكان للشرقيين رأي في هذا الامر وللغربيين رأي اخر!

وإذا ما الحل؟

الحل برأينا بسيط ببساطة تكوين المشكلة أي "الرزنامة"، ويكمن في قبول الكنائس اعتبار الأمر خلافا في التوقيت، أي شطبه عن لائحة الخلافات اللاهوتية والعقائدية العصيبة، لصالح جعله موضوعا خاصا قائما بذاته، ثم قبول تعديل الرزنامة الطقسية أي روزنامة الصلوات والأعياد لصالح أن تتوافق الأعياد الرئيسية مثل القيامة والميلاد وينتهي الامر!

وأخيراً، نجيب على سؤال يتعلق بموقف الكنيسة الإنجيلية بهذا الخصوص.

بداية نقول: نشكر الله ان الإنجيليين ليس لديهم روزنامة ثالثة وإلا ازدادت الامور تعقيدا. ثم نقول إن الكنيسة الإنجيلية بشكل عام لا تملك روزنامة طقسية بالمعنى التفصيلي لدى الكنائس الأخرى. طبعا لديها روزنامة توزع عليها أعيادها واحتفالاتها وصلواتها على مدار السنة، لكنها روزنامة فضفاضة وغير ملزمة، وهي قابلة للتغير حيث تقتضي حاجة المؤمنين. لهذا لا يشكل الإنجيليون طرفا في حل هذه المشكلة، وسيسيرون بمجملهم – كما أتوقع – مع التوقيت الذي تصل إليها الجماعات المسيحية الأخرى مهما كان محله من التواقيت.

في كل حال، مع توقيت واحد للإحتفال بالقيامة أو أكثر فإن العبرة في سبب العيد وصيحته الفريدة:

المسيح قام، حقا قام

11 نيسان 2012