عندما تُفْقَدُ إرادة اللقاء

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

تتحول المحبة إلى سِتارات

والأحاديث مجاملات

والقواسم المشتركة شعارات

وإلزامية اللقاء بروتوكولات .. مثلَّجة

ويختصر الواجب بتلبية الحاجة الأساسية التي لا غِنى عنها

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

نُعِيد صياغة القواعد القديمة بحسب استحسان "الآن"

ونستبدل أهداف عملنا بأخرى على قياسنا

ونستنبط شروطا كنا دائما نستغرب مثيلاتها

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

تكثر مشاغلنا وينقص وقتنا وتزداد متاعبنا

وتتغير محاور اهتمامنا،

ونزداد اعجابا بمواقفنا، ونتوقع النجاح لأنفسنا

ونستغرب مواقف الآخرين ونتأكد من الفشل لغيرنا

ويصبح الإنجاز فكرة ... تنمو لتبقى فكرة

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

صلواتنا تصبح كذبا

وتأملاتنا تضحي رياءا

ومواعظنا تمسي خطبا

وخدماتنا تصير إلى "لابُدَّ مِمَّا لابُدَّ مِنْه!"

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

لماذا إيماننا ولماذا الكنيسة ولماذا الله؟

فالله أراد اللقاء بنا فأرسل ابنه ثم روحه وهيأ الكنيسة مكانا للقائنا معا - به!

فأين أنا وأنت؟

ماذا يَنقصنا؟

عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء

نجيب دعواه بالرفض

ونؤكد عدم الحاجة لابنه

ونبرهن الاكتفاء بدون روحه

ونحوِّل الكنيسة إلى مُلتقى

والإيمان إلى أيديولوجيا

والخلاص إلى حالة فلسفة

ونَصِفُ قوَّته فينا بحالة هلوسية

ونتحول إلى لا حول لنا ولا قوة

وهذا كله عندما تُفْقَدُ إرادةُ اللقاء فينا!

 

حلب 17 كانون1 2010