نقاش إنجيلي - إنجيلي

من ساواك بنفسه

أتت مناسبة وعرَّفتُ صديقا جديدا لي، من تراث إنجيلي مختلف عما أنتمي له، إلى بعض شركاء الخدمة، من "لوني" الكنسي والتعليمي ومن "ألوان أخرى".

ولقد اندهشت من دهشة بعضهم عندما ذَكرتُ اسم الكنيسة التي ينتمي إليها،

واستغربت من استغراب بعضهم عندما ذكرت اسم الكنيسة التي ينتمي إليها،

وكان استنكاري مساويا لاستنكار بعضهم عندما ذكرت اسم الكنيسة التي ينتمي إليها،

كل هذا بالرغم أنني حاولت أن أقدم ملحقا مرافقا للتعريف عن الرجل - تعليقا بسيطا عن التشابه الكائن بين ما لدى الرجل وما "لدينا"، طبعا مع الخصوصية الإنجيلية!

والسؤال الذي أرقني في تلك اللقاءات هو: لماذا اندهشوا أو استغربوا أو استنكروا؟ أليس المتوقع أن الإنجيليين "الآخرين"  سيكونون متلونين بألوان لا نملكها، أو على الأقل لا نضعها في وسط اللوحة؟

أم أن اندهاشنا آتٍ من اعتيادنا على أنفسنا إلى درجة أننا بتنا نرى الألوان الأخرى نافرة، ناشذة ولا تُقْبَل؟

أم أن اندهاشنا آت من خوفنا على أنفسنا، حتى بتنا نرى أي لون آخر تهديدا لنا؟!

أم – وهذا أخطر الكل – أن جماعة جديدة، اسما جديدا، معتقدا جديدا سيدخلنا في نقاشات لاهوتية لا نقوى عليها، أو تحجرت معارفنا بها، فلم نعد نستطيع المناورة بخصوصها؟

أحبائي، يقولون "من ساواك بنفسه ما ظلمك"، وربما ترى المثل لا ينطبق على هذه الحالة تماما، وربما يرى فيها البعض انطباقا على حالة أخرى واجهتني في الفترة الأخيرة – أيا كان – ما أود قوله هنا، أنه يجب ألا يغيب عن بالنا:

إن ما يرى فيه البعض نشوذا في حالتك، ويسبب لك إزعاجا واحراجا، تفعله مع الآخرين ببساطة وتصميم.

إنك كإنجيلي، ولسبب قبولك أن تكون إنجيلي، فهذا يعني أنك تقبل بالتعدد والتنوع والاختلاف والتمايز وقبول الرأي المخاف لك.

وفي كل حال، فإن هذا لا يعني القبول بمعنى التبني، بل التعود على التعايش مع اخوة يختلفون عنك في شيء أو أشياء، تماما كما يحدث معك في البيت منذ مولدك!

15 أيار 2009