مات كبوتشي والمقاومة

مع موت المطران كبوتشي، تُدفَن آخر رموز المقاومة الوطنية العلمانية، لتحيا المقاومة الدينية المتطرفة والوحيدة اللون.

لكل الثورات أخطاء ومحطات فشل، لكن ابرز محطات نجاح مقاومات العقد السادس والسابع والثامن من القرن الماضي كانت وطنية تلك المقاومات، وعلمانية تحركاتها الثورية.

ففي فلسطين كانت المقاومة فلسطينية، عمل فيها جورج حبش كما ياسر عرفات، بمنهجيات ثورية مختلفة، جمعهما مع آخرين غطاء وطني واحد، لـم يعرف دينا.

وفي لبنان، كانت المقاومة لبنانية، رفع راية وطنيتها أبطال تركوا أديانهم وديعة لدى آبائهم لأجل "وطن" الجميع، قبل أن يخطفها مقاومون ملونون بلون واحد.

في الواقع مات كبوتشي قبل الآن بكثير، مات يوم ماتت المقاومات الوطنية – بمعنى:

أبطال يقاتلون لأنهم مواطنون، ومن أجل مواطنين ومن أجل أرض للجميع. فقد انقطعت أسباب حياة الثورات الوطنية مع تأسلم الثورة!

اليوم مات كبوتشي، ودَفَنَ معه كل بقايا تلك المرحلة من تاريخ "شعب" قام لأجل حريته، ليترك الحياة والحرية لمرحلة صدئة من تاريخ "دين" قام لأجل قمع الباقين، وقَطْعِ شرايين الحياة الوطنية عن "شعب" مُلزَم بالإسلام!

اذهب بسلام يا صاحب الغبطة المقاوم، فلم يعد لك مكان في مقاومة إسلامية تحارب لنصرة الإسلام، وحماية ديار الإسلام، من أي عدو للإسلام، صهيونيا كان أو مسيحيا أو بوذيا أو حتى مُسلِماً مارقاً أو مُتساهلا في الدين!

 

كالغري 2 كانون2 2017

#pastorajji