العلاقة بين الثورة والثور2

وأخيرا، ارتاحت دمشق من مجرم كان يتهددها بالموت والدمار.

البعض نَسَبَهُ للثورة، والمُفْترض أن يكون آدميا ولا علاقة للدواب به، أو لا علاقة له بالدواب، ولا يبدو هناك فرق باتجاه العلاقتين.

إلا أن ذلك "البعض" ما يزال مصرا على رابط قوي قائم بينه وبين الثورة. مما دفعني للمقارنة بين مظهره ومظهر ذلك الكائن، فلم أجد تشابها! وساءلت نفسي: اين يكمن التشابه يا ترى؟

فوجدته في الآثار التي كان يتركها في كل مكان يعبر به. فعلا يشبه الثور الهائج، الذي يعجز الجميع عن ضبطه. تراه يركض هنا وهناك، ينطح كل ما يجده في طريقه، ويخرب كل ما يقف أمامه. والناس تتراكض أمامه مبتعدة عن طريقه، لئلا ينطحها أو يدوسها اذا ما وقعت أرضا، فلا أحاسيس له، ولا احتراما في رأسه لآحد، هي فعلا صفات الثور كما الثورة.

نعم، إنها لخسارة كبيرة للثورة، أن تفقد توأم روحها، وشريكها في دمار كل ما يقف في وجهها. إنها خسارة للقيم التي تتبناه الثورة من نطح ولبط ودعس.

ترى ماذا ستفعل الثورة بعد فقدان زوجها؟ ترى هل ستتزوج فرخ ثور جديد، او أنها ستقلع عن النطح والتخريب؟ ولكن هل تستطيع؟ فالبقر هذا دأبه وهذا هدف حياته.

 

كالغري 25/12/2015