نحن بلا أخلاق

على مر السنين مما مضى مِن عمري، ومَن هم مِن جيلي، أكبر قليلا وأصغر قليلا، كم شتمنا وكرهنا واحتقرنا الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين، وكل من هم من الغرب البغيض، لأنهم لم يتأثروا يوما بمشاهد البؤس الفلسطيني التي كانت تطالع البشرية يوميا.

وبعد مرور كل السنين الطويلة، ما نزال نستغرب ونستهجن ونكره صمت الغرب عن المأساة التي يمر بها السوريون منذ ثلاث سنين على أقل تقدير. بينما قام الغرب ولم يقعد بمشاركة المُنافِقَين الكبيرين نتنياهو وأغولو لمقتل عشرة أشخاص في باريس!

لكنّ مشاهد الثلج والبرد المخيف الذي اجتاح المنطقة، ومشاهد البؤس التي عَبَرَت على شاشات التلفزيون جعلتني أسأل نفسي: هل هم بلا أخلاق أم نحن بلا أخلاق؟

 

فافتراش الطرقات والأتربة من قبل مئات الآلاف من السوريين لأشهر بالعشرات، لم تهز مشاعر أمراء الحرب حتى الآن!

وتحول آلاف السوريين إلى متسولين في شوارع المدن السورية، وبيروت وعمان والمدن التركية البغيضة وسواها لم تهز مشاعر أمراء الحرب حتى الآن!

وامتهان البغاء مِن قِبل فتيات كان يرقص أمامهن مستقبل ملون، وشراء بعضهن كـ "سِلَع" زوجية لم يهز مشاعر أمراء الحرب حتى الآن!

وتحطيم مستقبل أولادنا وأحفادنا أمام أعيننا لم يهز مشاعر أمراء الحرب حتى الآن!

 

ومشهد ذلك الطفل الذي مات متجمدا - فقط لو تخيّل أولئك الأمراء المجرمون، ساعات البرد التي عاناها، حتى تجمد النفس في أنفه ولم يسلم الروح، لأنها اختنقت في داخله. لكن هذا لم يهز مشاعر أمراء الحرب!

ونحن ما نزال، كدمى مبرمجة، نسب الغرب بينما قلة الأخلاق بل انعدامها قابعة فينا، تلون وجداننا، تقتل ضميرنا.

كالغري 13 كانون2 2015