اللابسون المزركش

السادة اللابسون المزركش والقبعات الكبيرة

هل تبادر إلى أذهانكم أن تنظروا من حولكم ولو قليلا، لتروا أن الطرقات تغيرت، والأبنية تغيرت، والمواصلات تغيرت، وكثيرا من الأنهار والبحيرات تغيرت، وطرق الاتصالات تغيرت والثياب أيضا تغيرت!

هل انتبهتم أن كثيرا من مواد العبادة التي تستخدمونها قد تغيرت أيضا؟

وأن الدراسات بمجملها تغيرت، وعلوما لم تكن موجودة صارت واقعا يتحكم بكثير من مفاصل الحياة، وبتقديرنا للأمور، وبتفكيرنا بالمستقبل. بل إنها أثّرت بشكل مباشر على الدراسات الدينية نفسها بأشكال وطرق لا نهاية لها!

وأن عصر الملوك وقصورهم المزركشة والمزينة بالذهب، وثيابهم وتيجانهم قد انتفت، إلا في بعض بلاد العرب البدائية.

وأن الكتاب المقدس نفسه لا يتحدث لا من قريب ولا من بعيد على ثياب العابدين أو الكافرين، ولا شروط المتقريبن من رب الكتاب!

لكنكم ما تزالون مصرون على زركشتكم، ومظهركم الملوكي الغريب عن كل ما يحيط بكم!

سيدي

وسيلة نقلك تغيرت، فرش بيتك اختلف، أدوات مطبخك تجددت، طريقة صنع قهوتك، طريقة بناء بيتك، طريقة بناء دار عبادتك كلها تغيرت.

تغيرت وسائل دراستك وكتابتك، وسيلة عرض معلوماتك، ووسيلة اتصالك بالآخرين...

عادات الزواج واحتفالات الانجاب وصيحات النصر اختلفت

أما ثياب تعبدك فما تغير شكلها ولا تغيرت زينتها، ألا تجد هذا غريبا؟

ألا تجده غريبا، أنك لا تستطيع التكلم مع إلهك، أو نقل كلامه للآخرين، إلا عندما تتزركش؟

ألا تجده غريبا، أنك وأنت لابس ثياب عادية – ككل الناس – تستطيع أن تصلي وتخاطب إلهك، لكنك تحتاج إلى زي خاص من أجل صلاة غير عادية، أو مميزة!

طيب، ماذا فعل مؤمنو القرون الأولى؟ كيف تقدم خدام الكلمة لقيادة هذه الصلاة غير العادية بدون الثياب المزركشة؟ أتعتقد أن بولس كان يتزين بزي خاص وهو يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومن مجمع يهودي إلى آخر؟ ويوم كان يوحنا يسبح برؤياه في جزيرة المنفى، أتعتقد أنه كان يتعمم قبعة زخرفية مرصعة؟

كالغري 10 آذار 2018