بُـكـرا

بمقدار محبتنا لهذه الكلمة، بمقدار عدم ارتياحنا لما أحدهم يقول:

انشالله بكرا! وكثيرون منا يتذكرون مرات لا تحصى قال لنا أهلنا "بكرا انشالله" وكنا نعرف أن "بكرا" هذه، يعني "حلاقة"!

وربما وعدك بعض أصدقائك بـ "بكرا" بنفس الطريقة، وربما عمل كذلك بعض الأحباء.

لكننا مع هذا نُحب "بكرا"، والواقع لا نستطيع أن نهرب منه! فـ "بكرا" آتٍ ما دامت الحياة مستمرة. وبكرا جزء من مجهول المستقبل لذلك نميل إليه، ونرغب أن نستنطقه باكرا، لعله يخبرنا ببعض مضمونه.

أما عندما تنتظر نتائج هامة جدا، كالتي أنتظرُها أنا الآن، فإنّ "بكرا" يصبح بنكهة مختلفة، تغلب فيه الملوحة وتخطلت فيه الحموضة بالحلاوة مع المرار.

أما عندما تنتظر وعودا غير قابلة للتحقيق، على أنها ستتحقق "بكرا"، فيصبح الأمر أكثر صعوبة وأكثر تعقيدا!

هل تتذكرون لما أليشع وعد الشعب: "اسمعوا كلام الرب هكذا قال الرب في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة" (2مل7/1).

اليوم بالنسبة لهم كانت الصورة هكذا:

الآراميون يحاصرون السامرة التي فرغت من الطعام وقريبا تفرغ من الماء. فكان الجوع والخوف والضعف تنهش الشعب مِنْ مَلِكِه إلى أبسط أفراده.

ثم يأتي أليشع لينادي عند باب المدينة: لا تقلقوا ولا تخافوا، "بكرا" راح تشتروا كيس الحنطة بليرة وكيسين الشعير بليرة!

طبعا لما تقروا القصة ستجدون كيف ضحك عليه الشباب – وطبعا الحق معن!

اليوم، أغادر المشفى، والرب يقول لي: "بكرا" راح تشتري الصحة ببلاش! وأنا لا أخفيكم أنني ابتسم ابتسامة خفيفة، أعتقد أنكم تفهمون معناها!

لكنني بالحقيقة، أترك بين يديه "بكرا" وما سيكشفه. ربما سيكون غير قابل للقبول أو للتحقيق. مع هذا، أترك بين يديه "بكرا" مُصدّقا أنّ إلهي صاحب بُكرا حتماً.

 

كالغري 3 أيلول 2021