وداعا يوسف الخوري

وأيضا رحل القس يوسف، دون أن يلتفت إلى غيابه من الصورة كثيرون، وأخص بحديثي المعمدانيين!

صحيح أننا نعيش في أيام تغلب عليها أخبار الموت، لكن خسارة بعض الرجال، مدعاة للتفكير والتأمل والعودة للتاريخ. لكننا لا نحب أن نفعل هذا مع الأسف.

وأنا كنت قد قلت عام 2009 في تأبيني للأستاذ فايز عكاري "ولأننا نعرف كيف نطمس التاريخ ونحرقه بنيران جهنم، ماتت ذكراه وهو حيّ، وسيكون بعدئذ – من الطبيعي – أنْ تموت ذكراه بعد موته." وأعتقد أن القول ينطبق هنا أيضا – مع الأسف.

لم أعرف يوسف الخوري معرفة شخصية خاصة وعميقة، لكنني عرفته رجلا قليل الكلام، أوقف نفسه للحفاظ على خدمة صغيرة في الجنوب، وحارسا أمينا لأملاكها الكثيرة. يحمل في جعبته أخبارا كثيرة عن عمل وخدمة الراحل القس إبراهيم بريك، الذي بدوره صرف الكثير من الجهد في خدمة الجنوب. لكنني مع الأسف لم أحصل على فرصة لآخذ منه تلك الأخبار.

لهذا، فإن خسارتنا مضاعفة، رحل هذا الخادم، ورحلت أخبار كثيرة معه، لن نعرفها.

أصلي أن يقيم الرب خداما يعملون أكثر مما يتكلمون – كما كان يوسف الخوري. وأصلي تعزية وهدوء لعائلته وكنيسته.

 

كالغري 3 أيلول 2020