ألم ما قبل الميلاد

حزينة هي الجمعة الممهدة للميلاد هذه السنة! وكأن كل ما جرى ويجري في هذه البلاد التي كانت حتى وقت قريب هانئة مرتاحة غير كاف.

هي حزينة، لأنها تهيئنا لأحد الميلاد بالحزن والألم والبكاء والدم والقلق والاضطراب وكل الأسئلة التي يمكن أن تُسأل عن الغد في حياتنا، والترقب المتعلق بعبور مسلح في حيّنا أو وقوف سيارة مفخخة حيث نسكن، أو وصول انتحاري إلى مقر خدمة ابننا "العسكري"!

هي حزينة، لأنها استقبلت في ساعات فجرها الأولى ليس "مقتل"، بل تقطيع وتفتيت شبان وشابات جريمتهم أنهم "عسكر" أو عبروا أما باب العسكر في لحظة الموت. والحزن يزداد عندما تسمع حديث البعض عن القتلى كأنهم بلا قيمة أو "لا بأس" أن يموتوا حيث أنهم من الجيش أو بشكل محدد أكثر من "الأمن". ولكن لماذا؟ هل العسكري بأي صفة كان ليس إنسانا؟ أليس له عائلة مسؤولة عنه أو مسؤولا عنها؟

هي حزينة، لأن حكومة عربية ما، لم تكلف نفسها عناء استنكار الحادث، أو التعاطف مع المقطعين أو المصابين! هل لأن الحادث تصادف أن يكون يوم جمعة؟ حيث تشغلهم الصلوات والأدعية؟ ولكن خلف أي إمام وقفوا للصلاة؟ وأية أدعية رفعوا عند اتفاع أصوات الدعوات؟ أم لعلهم وقفوا هناك يدعون علينا؟! أو ليؤكدوا دعاءهم السابق علينا؟! هي حزينة إذا لأنها ستؤرخ مرة ثانية لخذلان العرب وفسادهم وتآمرهم على بعضهم.

هي حزينة، لأنها ترسخ لاستمرار مبدأ العنف والقتل وبشكل أخص بالطرق الأعنف والأبشع. أيُّ تغيير يأتي بالعنف أو أيّ جمال سينموا بعد الهدم وأية حياة ستولد بعد الموت والتقطيع؟ فإلى أين انحدرنا وإلى أي درك وصلنا؟

فوا حسرتاه على أبنائنا الذين ماتوا،

وواحسرتاه على عشرات العائلات التي ستضاف إلى عشرات أخر سابقات لها غارقات في حزن الفقدان.

الجمعة 23 كانون2 2011