أحد الأب باسيليوس نصار

 

اليوم هو الأحد الأول لترمُّل كنيسة "كفربو" عن كاهنها وراعيها، الذي قُتل عمداً ليس كمُسعِف، بل ككاهن وخادم للكنيسة والإنجيل.

فالمجرم الذي أطلقَ النار على الأب الواهب حياته لخدمة الله والناس، لم يكن يرغب أنْ يَموت الرجلُ المصابُ والَمرمِي على قارعة الطريق وحسب، بل أراد أنْ يَقتُل الكاهن أيضاً، وهو قد ميَّزه بدون أدنى شك على أنه ليس شخصاً عادياً، ولا هو موالياً ولا معارضاً، بل هو خادم للكنيسة.

لأولئك المجرمين، وللمعارضة والموالاة ولمَن يقف بينهما نقول: لقد كان الأب الشهيد يعيش لحظات وصية ربه وسيده "اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا" بعد أنْ شرح السيد المسيح لرجلٍ مُتديّن مُتطرِّف المعنى العملي لمصطلح "قريب" مِن خلال القصة الشهيرة جداً: قصة السامري الصالح. كان باسيليوس ذلك السامري الصالح الذي رأى الرجلَ المُصاب المطروح أرضاً بعد أنْ "فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ" دون أنْ يَقبل أو يَتجَاسر أحدٌ على الاقتراب منه وإعانته، لكنَّ اللّصوص كانوا ما يزالون يختبئون مترصدين رجل الله.

ممّا فعل هذا الأخ وممّا جرى له، ليس لنا إلا أنْ نُعيد التأكيد إنّنا كخُدّام للإنجيل ليس لدينا:

سوى خدمة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح.

سوى خدمة الناس بكل محبة ولطف واخلاص.

إلا أنْ نَفني حياتنا في هذا التكريس الذي شَرَّفَنا الربُّ فَقَبِلَنا فيه.

اليوم هو الأحد الأول لاحتفال مِنْ نوعٍ خاص للكنيسة في سوريا في تاريخها المعاصر وأحداثها الراهنة، فيه نقول لأخينا الذي سَبَقنا إلى المجد "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِين، كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِك" هنيئاً لك وأنت في فَرَحِ سيدك!

 

حلب 29 كانون2 2012