ضجيج برسم مسؤول

حقاً مَنْ مسؤولُ التعاملِ مع الضجيج وتخفيفه ومكافحته؟

نعم، هناك تحول وتغير في أمور عدة من حولنا تسعى بها الإدارات المسؤولة، كزيادة نسبة النظافة في الطرقات، تحسن في حال الطرقات والأرصفة "قليلا"، انخفاض في نسبة السيارات القديمة والمهلهلة والمدخنة، سرعة بعض المعاملات في بعض الدوائر "بعض" فقط!

وسواها من تغيرات باتت ملحوظة ومشكورة المجموعات العاملة على إنجازها ومتابعتها.

لكن ماذا عن الضجيج؟ من مسؤول عن ضبط نسبته ومكافحة الناشذ منه؟ وهو كثير، مقلق، متعب ومخجل! مثلا هل لاحظ السيد المسؤول عن ضبط نسبة الضجيج الصادرة عن:

السيارات الصغيرة – خصوصية وعمومية – تبوق كأنها باص أو شاحنة لكثرة ما وَضع صاحبها من أبواق فيها؟

الباصات التي تعبر شوارع المدينة وقد استبدلت بوقها الطبيعي ببوق قطار أو سفينة؟!

بائع السحلب وقد وضع مكبراً للصوت ينادي على سحلبه، ولا ينسى أن ينادي بحمد الله بين الصيحة والأخرى ليسكتك أنه "مؤمن" يتسبب على باب الله!

وسيارات الغاز التي أخيرا أقلعت عن ضرب جرار الغاز المعدنية بالمفتاح الحديدي، واستبدلت إنذار القيامة ذاك بمكبرات صوت تتنافس فيما بينها على وضع الألحان عليها.

وبائع البطيخ الأحمر والأصفر وبائع البطاطا، وكل الباعة المتجولين الذين اكتشفوا أن أرخص وأعلى وأسهل وسيلة للصياح هي أن يسجل صوته ويضعه على مكبر للصوت وضعه على عربيته أو سيارته ليتكرر مرارا ومرارا ومرارا ومرارا ما دام يدور ويبرم ويجول شوارع المدينة.

وحالات ضجيجية أخرى لن أشير إليها لئلا ينزعج بعضهم.

بالفعل من مسؤول عن الضجيج؟

ومتى يتحرك هذا المسؤول عنه لضبط إيقاعه وخفض نسبة ما يمكن خفضه وإلغاء ما يجب إلغاءه؟

 

22 آب 2009