بسبب الأديان أم دين؟

أستغرب تعليقات أشخاص من سوريا والبلاد المجاورة، متعلقة بالأزمات التي عبرت وتعبر بالمنطقة، تردُّ بعض أو كل تلك الأزمات لـ "الأديان"، ومنهم من يضع صورة تضم رجال دين مسيحيين ورجال دين مسلمين، ويعلق أن الأزمة تأتي من عند أو بسبب أولئك.

والأسوأ عندما يأتيك تعليق مثل هذا من شخص مسيحي!

صديقي، لو سمحت، متى كان لرجال الدين المسيحي دور وتأثير على الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية في بلاد الإسلام؟

متى سمعت حضرتك خطبا دينية سياسية من الكنائس، تنظّر للحاكم، تكفر الحاكم، تعترض على مقررات الحكومة، تنادي بإصلاح ديني بالوزارت؟

متى وجدت رجل دين مسيحي يقود حزبا سياسيا، يتولى منصبا في الدولة كوزير أو مدير عام او حتى عضوا في مجلس مدينة؟

حتى وزارة الأوقاف هي "وزارة الأوقاف الإسلامية"، وهي لا تستولي على نصف مقدرات الدولة فقط، لكنها تنظّر في كل شيء، من المناهج التربوية، إلى الخطب الدينية، إلى مراقبة وإحصاء المتنصرين، أفتى سادتها ممن بقي مع النظام ضد المعارضة، وأفتى من راح مع المعارضة ضد النظام.

رجال الدين المسيحي لم يخطبوا ضد "الشورت" في طرطوس وجامعة دمشق، لكن بعض الشيوخ والمسؤولين المتأسلمين فعلوا ذلك.

متى وجدت يا سيدي مدرسة مسيحية تعلم الطلاب أسبقية "النقل" على "العقل"؟ كانوا السباقين في تعليم اللغات الأجنبية، ولأن الإسلام والعروبة "صنوان" كما أعاد الخطاب وزير الأوقاف السوري، هُجِرَت اللغات، على أساس أنها صنيعة الفرنجة، واليوم يتمنى الجميع لو أنه يتقن لغة أضافية!

ما ترى، ليس صنيعة الأديان، لأن المنطقة فيها مجموعة أديان لا يريد أحد أن يراها، وفيها مسيحية، أُعطيت مجموعة أبنية "كنائس" لتعمل فيها. وكل الباقي من وبسبب وإلى الدين الآخر السائد لدينا!

فصوب عنوانك لو سمحت.

19 آذار 2021