استراحة حبيب خلوف

في أيام خَلَت، عاشت الكنيسة والمؤمنون بدون انترنيت ولا تطبيقات التواصل الاجتماعي. كان للخدمة تطبيقان الأول اسمه الكنيسة – المبنى الصغير الذي كنا ننحشر فيه لصغره، والثاني مؤتمر صيفي، نُحشر في غرف نومه وقاعاته!

في تلك الحقبة، لم تكن موضة التسبيح ورفع الأيدي والحكي الفاضي المرافق، قد ظهر للوجود. بل كان هناك عدد قليل من الوعاظ – الوعاظ، يصرخون علينا، يؤنبوننا، يحذروننا، يرمون علينا آيات من الكتاب المقدس، أشبه بسهام نارية تهز كياننا.

واحد من أولئك، عملاق - حجم صوته يتناسب تماما مع حجم جسمه، يتمنى حضوره الجميع، لأن كثيرين ممن أتوا للاستجمام في "كسب" سيتوبون بدموع بعد عظة المساء. ولا يتمنى حضوره كثيرون منا، لأنه لن يتوانى عن مواجهتنا بشدة مع نصوص لا نرغب تذكرها، وتحذيرات إلهية لا نتمنى سماعها.

كثيرون ممن هم من جيلي، يتذكرون عظته "الاستراحة القاتلة" التي قتلت في كثيرين منا خطايا ورخاوة واستهتار، وأحيت أمواتا بالخطايا كانوا حاضرين!

ترك حبيب المصارعة ليصارع للرب، واليوم في استراحة الفادي الأبدية، ينير ضياء الأبدية مع أبرار كثيرين سبقونا.

 

كالغري 2 كانون1 2020