الثالوث أولا

إن الإيمان بالثالوث الأقدس، ليس فكرة جميلة نلتقي حولها، ولا هي تراث كنسي نحبه أو اعتدنا عليه. بل هي أساس نقف عليه كمسيحيين.

هي الخطوة الأولى، الصخرة الأولى، هي الأرض التي تقف عليها كل المبادئ والتعاليم والعقيدة والمُسلمات المسيحية الأولى.

فالآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، ليس مجرد اعتراف، أو قول لابد مِن ترداده. بل هو التعريف الأساس لماهية الله في إيماننا.

والآب ضابط الكل، والابن الوحيد الأزلي المتجسد من أجلنا، والروح القدس الرب المحيي، شهادات لا يقوم بدونها إيماننا بالأقانيم الثلاثة الأزلية الأبدية.

وعليه، لا تقوم مسيحية بلا هذا الأساس، ولا تكون جماعة ما "كنسية" إن لم تبنِ نفسها على هذا الأساس، ولا قيمة لكارز أو مُعلم لا يعترف ويُعلّم هذا التعليم.

مهما كنت مُعجبا بكنيسة، بخدماتها وخدامها ونشاطاتها وتاريخها وسرعة نموها، إذا كانت غير مبنية على هذا الأساس، فأنت مُعجب بجماعة تخالف الإيمان المسيحي، وهي تحاربه بشكل مباشر أو غير مباشر.

مهما كنت مُعجبا بكارز، متحمس ونشيط ولعله يصنع عجائب أيضا، لكنه لا يقف على هذا الأساس ولا يُعلّم به، فهو ليس من أتباع ابن الله المتجسد، وإن كان يقول أنه يكرز بيسوع، أو ينادي بالمسيح المخلص.

هل تعرفون لمن تستمعون؟ هل تعرفون لمن تنتمون؟

هل تعرف من تروّج له على صفحتك، التي تفتخر أنك تستخدمها لإعلان إيمانك والمناداة بمخلصك؟

كالغري 22 تشرين1 2021