القبض على إنجيل !

 

طالعتنا المحطة التلفزيونية "المغرضة" دائما وخاصة دينيا، بالبرنامج "القنبلة" والتي سلطت فيه الضوء على اكتشاف بضعة نسخ من الإنجيل المقدس باللغة البشتونية في أفغانستان.

وكانت المذيعة ومعها صحفيين من أميركا، و "دكتور" من أفغانستان، يصورون هذا الحدث الجلل الذي زعزع استقرار أفغانستان، ومعه المنطقة في كل أواسط آسيا، وكأن هناك خشية دولية من تأثير الحدث على الاستقرار العالمي ككل، خاصة وأن نسخ الإنجيل هذه يُعتقد أنها سُرِّبت عن طريق أحد الجنود الأميركيين هناك.

بداية أود أن أذكر، أننا كمسيحيين عرب في هذه المنطقة من العالم، ومعنا كنائسنا، كنا وما نزال ضد التدخل العسكري الأميركي في أيِّ بقعة من العالم وخاصة في العراق، وكذلك نحن دائما ضد أي تدخل عسكري أو احتلال بالمطلق.

ثم أسأل سؤالين:

الأوّل: ماذا يعني أن يكون أحد الجنود الأميركيين أو بعضهم مسيحيا متدينا، أو حتى يتمنى أن ينشر دعوته بين الناس؟ أليس لدى ذلك "الدكتور" الأفغاني أي جندي متدين؟ بل ألا يفرضون الصلاة الجماعية على كل الجنود، حتى ليحار الإنسان إن كان يرى صور مصلين في مسجد أم في قطعة عسكرية؟

الثّاني: أين الجريمة في أن تُوزع أو تُباع نسخ من الإنجيل المقدس في أفغانستان أو في بنغلادش أو في السعودية؟ هل هو كتاب كفر وزندقة؟ هل هو كتاب سحر وشعوذة؟ هل هو كتاب فحشاء وزنى؟

ألا يطالبكم دينكم نفسه أيها "الدكتور" و "المحطة" أن تقرأوا الإنجيل، وتسألوا أصحابه فيما عسر عليكم؟ أو في أدنى حد ألا تعترضوه وأصحابه؟

عجيب أمر هؤلاء الناس، تقوم الدنيا ولا تقعد إذا قُبِضَ على أحدهم على الحدود ومعه نسخة من الإنجيل المقدس، في بلد تزرع فيها المخدرات، وتباع للبشر لقتل أنفسهم، وتوضع أخطر الأسلحة في أيدي الأطفال، ويدربوا على أخطر أنواع الإرهاب، أما الإنجيل فخطر مميت لا يقل خطرا عن "الهوا الأصفر"!

واسمحوا لي أن أضيف سؤالا ثالثا:

ما الخطر على "المؤمنين" المتمسكين بأهداب إيمانهم حتى قطع الرقبة، من كتاب الإنجيل؟

وأنا سأعينكم وأجيب على هذا السؤال:

الخطر كامن بأحد احتمالين لا ثالث لهما:

ï  إما أن إيمان هؤلاء طيارة ورقية، تطير وتعلي وتسبح في الهواء، ما دام هناك هواء وجفاف. لكن مع قطرة ماء واحدة تسقط ولن تكون صالحة بعد ذلك البتة!

ï  أو أن الإنجيل المقدس قوة خارقة لا تقوى على الوقوف أمامها أية قوة مهما كانت، وهم يعرفون هذا، ولهذا لا طريقة لديهم سوى الاختباء من إشعاعاته "الخارقة"!

أيها الخائفون و"المتفركشون" بأرجلهم، هوذا نحن في سوريا، كنا دائما مسيحيون ومسلمون، يقرأ بعض المسلمين الإنجيل ويقرأ بعض المسيحيين القرآن، لا ذاك البعض انفجر واندثر كما تخافون على أنفسكم، ولا هذا البعض انفلش وخرب، كما تتوقون أنكم ستفعلون بنا،

فمم أنتم خائفون إذا؟!

 

حلب 6 أيار 2009