يسقط البوري رمزكم

هذه المقالة القصيرة موجّهة بشكل خاص لبعض أصدقائنا الـ "فيس بوكيين".

بالقليل أو بالكثير، يُسعدنا الخروج مِن محيطنا الضيق "الطبيعي" إلى حيّز "الفيس بوك" الواسع، لنُتابع تعليقات وصور أصدقاء قريبين جغرافيا وآخرين في أقاصي الأرض. ونشاهد صورا مِن هنا ومن هناك لأصدقاء وعائلاتهم، ونجاحات البعض ومسرات البعض الآخر، وِلادات، وفيات، لقطات مُراهِقَة وأخرى طفولية، وبين الحين والآخر كلام أو قصيدة أو مقالة "بتعبّي" الراس.

لكن ما يُؤسفني هو صورٌ يضعها بعض أصدقائنا وقد تعمّدوا إبراز سيكاراتهم، وبعضهم يبرز "بوري" أو إنْ شئت خرطوم، بِشكلٍ مُلفت وبارز مؤكّداً لنا تمسّكه بهذه العادة السيئة والمضرة، ومُصراً على الافتخار بِتَبعيّة لا يستطيع التخلي عنها.

طيب، يا سيداتي وسادتي، يَعني إذا كنتم مُصرّون على حَرْق أموالكم وصدوركم، ومُصرّون على تبعيّةٍ أحببتُمُوها، فأرجو أنْ ترحموا الأطفال والمراهقين – مِن أصدقاء الآخرين – الذي يُتابعون أخباركم وصوركم، وبَعضُهم يَرى بعضاً مِنْكما رمزاً أو بطلاً أو صديقاً للعائلة أو ...

أنت مُدخّن، بواسطة البوري الرفيع أو الخرطوم الغليظ، لماذا تَتَعمّد أنْ تُرسل لنا صورتَك وأنت في حالة عِبادة لهذا البوري؟ لماذا تُريد أنْ تَزرعَ في أذهان أطفالنا ومراهقينا، أنّ صديقهم أو صديق عائلتهم أو مَنْ تَيسّر مِن أصدقاء "الفيس بوك"، هو مِن عَبَدة هذا الإله؟ لماذا لا تُرينا وَجْهك الجميل، وقِوامك الرّشيق، ولِبَاسك البديع، وابتسامتك الفريدة بدون رَمْزك السحري؟

مع أنّني أتمنى لكم جميعاً تمرداً في حياتكم يُسقط هذا البوري مِن أيديكم ومِن أفواهكم، ويجرؤكم على سحقه تحت أقدامكم. أمّا وأنّ هذا لم يحدثْ بعد، فاقبلوا مِنّي رجائي هذا: لا تزرعوا رغبة خَفيّة غير مُسرّة في فَضاءِ تَخّيلات أطفالنا ومراهقينا – أصدقائكم!

مع التحية والسلام

حلب 2 كانون2 2014