من عجائب الدنيا

(من كتاب المسالك والممالك لأبي القاسم عبيد الله خُرداذبه مولى أمير المؤمنين المعتمد)

قال عبدالله بن عمرو بن العاص: عجائب الدنيا أربع:

-        مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية، كان يجلس الرجل تحتها فيرى من بالقسطنطينية، وبينهما عرض البحر.

-        وفرس من نحاس كان بأرض الأندلس قائلا بكفّيه كذا، باسطا يده، أي ليس خلفي مسلك، فلا يطأ تلك الأرض أحد إلا ابتعلته النمل.

-        ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد، فإذا كنت الأشهر الحرم هطل منها ماء، فشرب الناس وسقوا وصبّوا في الحياض، فإذا انقضت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء.

-        وشجرة من نحاس عليها سُودانيّة من نحاس بأرض رومية، فإذا كان أوان الزيتون، صَفَرَت السودانية التي من نحاس، فتجيء كل سودانية من الطيّارات بثلاث زيتونات، زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها حتى تُلقيها على تلك السودانية النحاس، فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لآدامهم وسرجهم سنتهم إلى قابل.