عيد المعلم المسكين

ما بين النعت والمضاف إليه يمكن أن تسبب هذه العبارة التباساً في ذهن قارئها!

فمن ناحية، يمكن أن يكون المسكين نعتا للعيد - ولربما يكون استثناءً لا طائل منه من استثناءات اللغة العربية، التي تقض مضجع الطلاب - وبهذا يكون العيد مسكينا، وهو كذلك هذه السنة.

ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون المسكين نعتا للمعلم، وهي حقيقة المعلمين والمعلمات هذه السنة.

في السنوات الماضية، كان العيد مسرورا، فبهرجته كانت دائما ملونة، من عطلة وترفيه، إلى تهنئات وتبريكات، وبعض الهدايا البسيطة، وقليل منها متكلِّف بلا داع!

لكن، وأيضا في السنوات الماضية، كان المعلم مقهوراً، براتبه وبنظرة الطلاب والأهالي له وبِقِلَّة ما تعتني به الدولة.

أما هذه السنة، فــ "المسكين" كَسَرَتْ كل قواعد اللغة العربية وصارت نعتا للعيد وللمعلم على حدٍ سواء!

في هذه السنة، يُعيّد المعلمون والمعلمات بنفس "القهر" المذكور، تُضاف إليه مدراس بعضهم محروقة أو مدمرة، ومدارس بعضهم ممنوعة عليهم، ومعلمون أصدقاء لبعضهم مقتول، وضمير بعضهم الآخر مضغوط عليه حتى الموت، ما عدا الموت اليومي من الخوف الذي يلفّ معظمهم في ذهابه وإيابه إلى المدرسة، كأنه يغادر كل يوم إلى الجبهة ويعود كل يوم من الجبهة عينها.

وزاد على كل ما سبق، احتقار شركة الانترنيت لنا نحن المشتركين، إذ قطعت الاتصالات – كالمعتاد – بلا إحم ولا دستور، كأن المشتركين غنم أو صور أو أشباح، فتأخرت معايدتي "المسكينة" لإخوتي وشركائي وأبنائي معلمي ومعلمات الكنيسة والمعلمين والمعلمات في مدارسنا المتمرمرة.

لعلها السنة الأصعب عليكم أحبائي المعلمين والمعلمات، مما يجعل حاجتنا مؤكدة جداً في اللجوء إلى معلمنا العظيم، الذي يستطيع أنْ يشعر بآلام ومتاعب تلاميذه، ويسرع إليهم بالتعزية والبركة.

كل عام وأنتم معلمون ومعلمات، كل عام وأنت تخدمون الرب والإنسان، وكل عام ليس كهذا العام عليكم.

حلب 15 آذار 2012