جلاءَانِ في أسبوع!

 

ما أجملَ هذا الأسبوع مِن نَيسان هذا العام!

فيه يَنَالُ المسيحيون السوريون امتيازَ الاحتفالِ بجلاءَيْنِ ولا غُرو إنْ قُلْنا ثلاثة.

ففي هذا الأسبوع احتفلَ المسيحيون أتباعَ الرّزنامتين الشرقيّة والغربيّة بِعِيدِ القيامة المجيدة، وهو عيدُ جلاءِ قُوَّة الخطية عنِ الإنسان وتَبعيّاتِها المُكبِّلَةِ له، بعد أنْ أَدخلَها المسيحُ الربُّ معه إلى القبرِ، كأنَّها انتصرَتْ عليه، فتَرَكَها فيه فَجْرَ الأحد، مَكسورةَ الشّوكةِ، مَحْطومَةَ الشَّكِيمَة، عَديمةَ القوَّة، وقامَ مُنتصراً لِيَسيرَ كلُّ مَنْ يُؤمنُ بهذا الحَدَثِ خَلْفَهُ في مَوْكِبِ الانتصارِ العظيم.

 

داسَ ربُّ الحياةِ الموتَ بالموت، وَوَهبَ الحياةَ للّذين في القُبُور.

في المسيحِ المُقامِ، حَرَّرَ الربُّ الإنسانَ وأَعْتَقَهُ مِنْ أَحزانِ الخطيَّةِ وكآبَتِها.

في المسيح المُقام، جَلا الربُّ الخطيةَ عن كاهِلِ الإنسان، وأَعلَنَ استقلالَهُ ثانية، لِيَختارَ مِنْ جديد دَرْبَ الحياة، خَلْفَ ربِّ الحياة، لِيَصِلَ به إلى أَبديَّةٍ مَجِيدة لا نِهَاية لها.

 

في هذه الأيام نَحْتَفِلُ في كَنَائِسِنا ولقاءاتِنا بِعِيدِ القيامة، عِيدِ الجلاءِ المجيدِ الّذي صَارَ بابنِ الله العظيم.

وفي هذه الأيام نَحْتَفِلُ نحن أنفُسُنا مع أبناءِ وَطنِنا الآخرين، بعِيدِ الجلاء، يَومَ قامَ الوطَنُ مِنْ كَبْوةِ الاستعمارِ وكَسَرَ قَيْدَ الذُّلِّ والتَّبعيَّةِ.

 

إنَّه يومٌ تَتواعَدُ الألوانُ فيه على لَوْحَةٍ واحدة، يومٌ تَتَجمَّعُ الفَراشاتُ فيه على زَهرةٍ واحدة، هذا هو عِيدُ الجلاء،

إنَّه يومٌ يَلتَقي الجميعُ على اختلافِ أَلوانِهِم ومَشارِبِهم وتَنوّعهم لِيغنُّوا أُغنِيَةَ النَّصر، ونَشيدَ قِيامةِ الوطن.

 

في هذا الأسبوع، مِنَ القلب نَقولُ للجميع: جلاءٌ مُبَاركٌ، يُثمِرُ لنا ولأَِجْيالِنا وَطَناً مُزْهِراً !

وفي هذا الأسبوع، مِنَ القلب نَقولُ للجميع: قِيامةٌ مَجِيدةٌ لَكُم أَحبائي،

المسيحُ قَامَ مِنَ الأمواتِ، وَوَطِئَ المَوْتَ بِالمَوْتِ وَوَهَبَ الحَيَاةَ لِلَّذينَ في القُبُورِ

هللويا

حلب 17 نيسان 2009