فتح قبرس

يُخبرنا كتاب (الكامل في التاريخ ج2 ) عن ترتيبات فتح قبرس التالي:

 

... وكان معاوية قد لج على عمر في غزو البحر وقرب الروم من حمص وقال : إنّ قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم، فكتب عمر إلى عَمرو بن العاص صِفْ لي البحر وراكبه، فكتب إليه عَمْرو بن العاص: "إني رأيتُ خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير، ليس إلا السماء والماء إنْ ركد خرق القلوب، وإنْ تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلة، والشك كثرة، هم فيه كدود على عُود، إنْ مال غرق، وإن نجا برق".

فلما قرأه كتب إلى معاوية " والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لا أحملُ فيه مسلماً أبداً، وقد بلغني أنّ بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض فيستأذن الله في كل يوم وليلة في أنْ يُغْرق الأرض، فكيف أحمل بالجنود على هذا الكافر و المستصعب ! وبالله لمسلم واحد أحبّ إليّ مما حوتْ الرومُ، وإياك أنْ تعرض الأمر ...

فلما كان زمن عثمان كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر مِرَاراً ، فأجابه عثمان ... وسار المسلمون من الشام إلى قبرس، وسار إليها عبد الله بن سعد من مصر فاجتمعوا عليها فصالحهم أهلها على جزية سبعة آلاف دينار كل سنة يؤدُّون إلى الروم مثلها لا يمنعهم المسلمون عن ذلك ...