أسماء القمر ليلة بليلة!

كانت العرب تخبر عن القمر في كل ليلة من الشهور على حسب ما هو به من الضياء وغيره على طريق المسألة والجواب؛ فتقول:

قيل للقمر: ما أنت ابن ليلة. قال: رضاع سخيلة، حل أهلها برميلة،

قيل: فما أنت لليلتين. قال: حديث أمتين، ذّوَاتيْ إفك وَمَيْن،

قيل: فما أنت لثلاث. قال: حديث فتيات، يجتمعن من شتات وقيل: قليل الثبات،

قيل فما أنت لأربع. قال: غنمة رتع، غير جائع ولا مرضع

قيل: فما أنت لخمس. قال: حديث وأنس،

قيل: فما أنت لست. قال: سِرَوَبت،

قيل: فما أنت لسبع. قال: تصفر في الشفع، وقيل: دلجة الضبع

قيل: فما أنت لثمان. قال: قمر أصبحان، وقيل: رغيف اقتسمه أخوان، وقيل: فما أنت لتسع. قال: تلتقط في الجرع،

قيل: فما أنت لعشر. قال: محق للفجر،

قيل: فما أنت لإحدى عشرة. قال: أُرى مساءَ وأُرَى بكرة،

قيل: فما أنت لاثنتي عشرة. قال: موفق للسير في البدو والحضر،

قيل: فما أنت لثلاث عشرة. قال: قمر باهر، يُعْشِي عين الناظر،

قيل: فما أنت لأربع عشرة. قال: مقتبل الشباب، أضيء بين السحاب،

قيل: فما أنت لخمس عشرة. قال: تم التمام ونفذت الأيام،

قيل: فما أنت لست عشرة. قال: ناقص الخلق، في الغرب والشرق،

قيل: فما أنت لسبع عشرة. قال: ركب الفقير الفقر،

قيل: فما أنت لثمان عشرة. قال: قليل البقاء، سريع الفناء،

قيل: فما أنت لتسع عشرة. قال: بطيء الطلوع، من الخشوع،

قيل: فما أنت لعشرين. قال: أطلع سحرة، وأرى بكرة،

قيل: فما أنت لإحدى وعشرين. قال: لا أطيل السرى، إلا ريثما أرى،

قيل: فما أنت لاثنتين وعشرين. قال: مسفع خطب، وليث حرب،

قيل: فما أنت لثلاث وعشرين. قال: كالقبس، أطلع في الغلس،

قيل: فما أنت لأربع وعشرين. قال: أطلع في قسمه، ولا أجلي ظلمة،

قيل: فما أنت لخمس وعشرين. قال: أنا في تلك الليالي، لا قمر ولا هلال، قيل: فما أنت لست وعشرين. قال: دنا الأجل، وانقطع الأمل، قيل: فما أنت لسبع وعشرين. قال: دنا ما دنا، فليس في من سَنَا،

قيل: فما أنت لثمان وعشرين. قال: أطلع بكراً، ولا أرى ظهراً،

قيل: فما أنت لتسع وعشرين. قال: أسبق شعاع الشمس، ولا أطيل الجلس، قيل: فما أنت لثلاثين. قال: هلال مستقبل سريع الأفل.

(من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي)