الولادة العسرة

 

هذه أيام يقول لك الرب فيها: ستكونين راحيل التي تلد ابن العون وتموت!

كنتِ راحيل لقرون وباركتِ وأحببتِ وأُحبِبْتِ، لكن وقتك أيتها الأمة الفاترة البطيئة الفهم، قد انتهى، مخاض الولادة قد أزف، ضيق وألم ومخاوف الولادة تحيط بك، يتوجها أَلَـمُ لفظ أنفاسك الأخيرة.

هذا وقتُكِ لِتُغادري حقلي وتتركي عملي وتتخلّي عن مفاتيح الخلاص التي كثيراً ما صَدِئتْ بين يديك وأنت تمسكيها فلا تستخدميها ولا تتركيها للاستخدام.

هذا وقتكِ يا أُمّة أحببتُكِ كما أحبّ يعقوب راحيل وتفانى من أجلها، وقتُكِ لكي لا تكوني فيما بعد أُمّتي في هذه البقعة من الأرض، في هذا الزمن من تاريخ الخلاص. تنسحبين وتتركي المجال لأمّة جديدة كأنها غريبة عنك، كأنها تخرج منكِ!

هذا وقت ليولد ابن العون، الذي يحمل رايتي، وينشر اسمي، ويركع لمجدي. مولود يخرج للحياة، مِن رحم الألم والضيق، مِن بين الخطايا والمفاسد. تُولد أمة بين يديها دم شهداء كثيرين لي، أمّة تَمرّستْ على كرهي ورفضي وانكار ربوبيتي عليها، هوذا تولد بموتكِ، وتأخذ مكانكِ، وتُنادي عالياً بخلاصي.

هل يُرتجى خير مِن مولود يقتلُ أُمّه؟ نعم، يقول الرب، لأجل خطاياه الشديدة، وكل عفونته المقيتة، وعبوديته لأجناد الشر الروحية، سيبكي على نفسه كثيراً، وسيندم على سنين مرتْ مِن عمره أكلها جراد ودود، وسيعفّر وجهه بالتراب لأجل نكرانه صليبي وتجديفه على المصلوب.

أيخرج مِن الآكل أُكلا؟ أتخرج حياة من الوحش؟ نعم يقول الرب، بالألم يخرج وبالألم يعيش، وبالألم يلد أولاداً كثيرين. أُمّة وَلُودة أَغْرس لنفسي في هذه البقعة من العالم، تشهد لي لزمان آت، وتعيش لمجدي في عهد مجيد آت، وشهداء كثيرون تقدم وهي فرحة، لأنّ الشهيد منهم سَيَلِد عشرات ومئات وأنا الرب أُنبتُ لنفسي كنيسة لم تعرف مثلها هذه المنطقة منذ قرون.

احفري على جدرانك وعلى كل صخر من حولك زمان ولادتك لبنيامين وزمان خروجك يا راحيل. سجّلي على كلّ باب من أبواب بيوتي، وعلى كلّ منبر وهيكل نُصب لي إحساني إليك، وبركتي عليك. لأنّ وَليدَك سيبني لي بيوتاً أوسع وأكبر بما لا يقارن، وستمتلئ البيوت الجديدة بمسبحين ومرنمين حتى لا يبقى مكان يضمهم. وبيوت كانت مكرسة للشيطان، سينظفونها ويطهرونها بدموع التوبة، ويكرسونها بدماء الشهداء الجدد.

لا تنظري يا راحيل لألمك ولا تحزني كأني تَخلّيت عنكِ، ولكن انظري المجد الذي أنا صانعه بعدَكِ، وتأملي البركة التي سأسكبُها على شعب لا يستحق.

مشتى عازار 1 تشرين1 2013