من ظهورات السيد المسيح

 

للخليفة العباسي المتوكل

 

[ذكر الحادثة المؤرخ المشهور موفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم المعروف بابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء، والذي يُعتبر من أبرز وأهم المصادر التاريخية. الجزء الثاني ص176]

تحكي القصة غضب الخليفة على طبيبه حنين بن اسحق، لدسيسة حاكها ضده الأطباء الآخرون الذين يعملون في قصر الخليفة. وبعد أن ألح أعداء حنين على الخليفة لقتله، وعدهم بتنفيذ حكم الإعدام به صباح اليوم التالي، من هنا تبدأ رواية الخليفة على لسان ابن أبي أصيبعة قائلا:

 

"... فقال اعلموا أنكم انصرفتم البارحة مساء على أني أبكر أقتل حنيناً كما ضمنت لكم، فلم أزل أقلق إلى نصف الليل متوجعاً، فلما كان ذلك الوقت أغفيت فرأيت كأني جالس في موضع ضيق وأنتم معشر الأطباء بعيدون عني بعداً كثيراً مع سائر خدمي وحاشيتي، وأنا أقول لكم ويحكم ما تنظرون إلي في أي موضع أنا هذا يصلح لمثلي، وأنتم سكوت لا تجيبوني عما أخاطبكم به، فإذا أنا كذلك حتى أشرق علي في ذلك الموضع ضياء عظيم مهول حتى رعبت منه، و،إذا أنا برجل قد وافى، جميل الوجه ومعه آخر خلفه عليه ثياب حسنة فقال السلام عليك، فرددت عليه، فقال لي تعرفني؟ فقلت لا، فقال أنا المسيح، فقلقت وتزعزعت وقلت من هذا الذي معك؟ فقال حنين بن إسحاق، فقلت اعذرني فلست أقدر أن أقوم أصافحك، فقال اعف عن حنين، واغفر ذنبه فقد غفر اللّه له، واقبل ما يشير به عليك، فإنك تبرأ من علتك، فانتبهت وأنا مغموم بما جرى على حنين مني ومفكر في قوة شفيعة إلي، وأن حقه الآن علي واجب ..."