الجمعة العظيمة السياسية

 

سأدخل في الموضوع بدون مقدمات، لائما من هم في هذا الوقت "معارضين" "ناشطين سياسيين" "داعمين للمظاهرات" على استخدامهم تسمية "الجمعة العظيمة" لوصف التحركات التي سيقومون بها اليوم الجمعة 22 نيسان، وأقول لهم لقد أسأتم إلينا في هذا مرتين:

 

الأولى باستخدامكم هذه التسمية التي تنتمي صميميا لعقيدتنا وإيماننا المسيحي. خاصة أنكم استخدمتموها يوم الجمعة العظيمة حرفيا، أي في اليوم الذي يحتفل المسيحيون بذكرى صلب السيد المسيح من أجل خطايا وشرور البشر. والواقع لو أنكم استخدمتم التسمية في وقت آخر من السنة، لكان الأمر أهين وأقرب للقبول، أما وأنكم تفعلون هذا يوم الجمعة العظيمة، ففي هذا أكثر من دلالة لا تليق ولا تُقبل!

 

أما الإساءة الثانية فهي في إصراركم على اطلاق مظاهراتكم يوم العيد العظيم – الجمعة العظيمة - الذي نحتفل به "اليوم" الجمعة، غير آخذين بعين الاعتبار مشاعرنا، وحاجة المؤمنين للهدوء والطمأنينة في اكمال عباداتهم وطقوسهم السنوية. لكنكم دفعتم الوضع للتأزم بدل الهدوء. واليوم خرجت مظاهراتكم أم لم تخرج – وأنا أكتب هذا صباح الجمعة باكرا – فإن الجو قد شحن وانتهى، وبدأ يوم الجمعة العظيمة والذي نطلق عليه أيضا الجمعة الحزينة، بدأ حزينا في قلوب المصلين، لأنهم يخشون من عدم تمكنهم من القيام بصلواتهم وأدعيتهم السنوية المعهودة، ولأنهم يتحسبون من أضرار مختلفة ربما تقع على العباد وأشياء العباد في هذا اليوم – العيد العظيم.

سامحكم الله، وهدى قلوبكم، وهدأ سركم، وبارك حياتكم ببركات السماء.

 

حلب 22 نيسان 2011