(10 أيام بعد تشخيص المرض)

معجزة في الفراغ

هذه الكلمات أكتبها ليلة الأربعاء، بينما أنتظر غدا صباحا نتائج التحاليل وخطة العلاج.

لم أقلب صفحات الكتاب المقدس لأفتش على فكرة، ولم أقرأ فيه لأصل إلى استنتاج. لكنني كنت أقوم بدراستي الإعتيادية خلال اليومين الماضيين، من أجل درس الكتاب لليلة.

هناك، لفت انتباهي الرب في معجزة إشباع الجموع (مرقس6)، إلى ذروةِ إيمانٍ كبيرة جدا، تسلقها التلاميذ، وهي التحضير للمعجزة من الفراغ!

هل تتخيل معي صعوبة أن تصرخ أن المعجزة آتية، أو أن المعجزة جاهزة، بينما لا تملك منها شيئا يُذكر؟

والواقع، بقوة شعرت أن الكلمات التي أكتبها إنما هي لي شخصيا!

كل التحاليل التي أجريتُها، وهي عديدة جدا جدا، تقول أن ثلاث كتل سرطانية على أماكن متفرقة من العمود الفقري، إحداها دمرت تقريبا إحدى الفقرات.

من جهة أخرى، أصوات نبوية كثيرة أتتني، أن الرب يفعل أمرا عجيبا، ويبطل مشورة شريرة لتعطيل الخدمة، ورؤيا كبيرة آتية.

وها أنا أقضي هذه الليلة أفكر: هل أنا فعلا أحضر مائدة لا أملك من مقوماتها سوى الفراغ، لكن إلهي يستطيع أن يملأ الفراغ ويُشبع؟

أستطيع أن أتخيل كم تردد التلاميذ، وهم ينظرون وجوه بعضهم البعض. أيذهبون ويحضرون المائدة أم لا؟

أستطيع الآن أن أفهم أكثر وأكثر موقف أيوب وهو ينظر الإنهيارات التي تسرع حوله وهو لا يفهم كيف ولماذا؟ وماذا بعد!

أما أنا فمعي رب المجد يسوع المسيح!

سأذهب للنوم وأترك له الأمر إذا.

كالغري 8 أيلول 2021