اختي صارت عاهرة

[دوتْ هذه الصرخة في داخلي يوم واجَهَ مسيحيو ويزيديو الموصل ذلك المصير الذي لم تعرفه المدينة، سوى مرة منذ أربعة عشر قرنا. وحاولتُ كل الفترة الماضية، إسكاتَ تلك الصرخة، لكنّ عائلات تلك الإناث المسبيّات لم تفارق خيالي ووجداني، خاصة وأنّ سوق النخاسة العلني لم يُقابّل سوى باللامبالاة مِن قِبَل الجميع]

 

أُختي صبية صغيرة جميلة لم تكمل عامها السادس عشر. وهي في عيوننا ما تزال دمية في عامها الثاني عشر. خَطَفها المقاتلون المسلمون يوم اجتاحوا الموصل كالجراد - وهَرَبنا. أمّا هي فلم تستطع مجاراة الوحوش الباحثة عن اللحم، فسقطت سبية.

اقتناها أميرهم ليلتين، وأهداها لأحد قواده الذي تَعلّل بها ليال، ينهشُها كوحشٍ لم يَرَ حيواناً أو بَشراً مِن قبل، ثم باعها في سوق النخاسة الذي استحدثوه مستذكرين ملاحم أجدادهم في هذا المجالِ مِنَ الهمجية.

اشتروها، تناوبوا عليها أفراداً وجماعات، حتى تَلِفَتْ، فرموها خارجا.

لكنّ أُختي ما استفاقتْ مِن الصدمة، وما فهمتْ ما يجري، وبَقيَتْ في صدمتها ترى نفسها مُدمنة على فِسْقِها الذي ألبسوها إياه، وعلَّموها فنونه وأصوله.. فاستمرتْ عاهرة!

يا أيّتها البشرية القذرة، ماذا كنتم ستفعلون لو كنتم تعلمون أو ترون بناتكم يُسبون ويُزنى بهنّ علناً وشرعاً، ثم يُرمين في الشوراع كالكلاب الشاردة؟

يا أيّتها البشرية الجَلِفة، أنا تجرّأتْ وسردتُ قصة أختي، فيا وَيْلَكِي لو تسمعين قصص بنات وأخوات وأمهات!

وأنا ظننتُ أيّتها البشرية أنّ لك أخلاقاً ستدفعكِ لتُعلنين غضبكِ يوم استفقنا على أخبار وصور السبايا في الموصل، وقِصص زنى الشوارع، وخزي النساء. لكنّني وجدتُك مثل أولئك الوحوش، لا تختلفين بشيء عنها.

أمّا أنا فسأبقى لابساً عاري، غارقاً في حيرتي، هل أقبلُها يوم تعود، أمْ أنتظرُ لقائي بها لأقتُلها وأغسل عاري وعارها؟

كالغري 14 كانون2 2015