وَصَفَّقَ المنبجيون

ليس المهم الـمُصَفَّق له – وهذه المره كانت للميليشيات الكردية التي انتصرت على قوات داعش، المهم أنهم يكررون ما فعلوه في السابق، وكما فعل مثلهم الديريون والرقاويون والموصليون والحلبيون و...!

في الواقع التصفيق ببلاش، والرز أقرب للبلاش، لأن المعونات الغذائية أغرقت الناس بالرز، فلماذا لا يرشون الرز ويصفقون للغالب؟

هكذا فعلوا لما دخلت قوات الجيش، ثم بصقوا عليه وشتموه وصفقوا وهللوا لداعش، ثم بصقوا وشتموا داعش يوم انتصرت عليه قوات إرهابية أخرى، ثم لملموا بصاقهم وشتائمهم ليرموها على تلك القوات يوم استعاد الداعشيون المنطقة، ثم أتت هذه القوات الكردية، فرموا عليهم الرز وحضنوهم وقبلوهم وصفقوا لهم، وإذا فكر الجيش أن يستعيد المنطقة من الأكراد وانتصر، فشتائمهم وبصاقهم جاهز ليرموها على الأكراد الذين سيتحولون إلى ملاعين وكفار ومخربين!

وما تزال الحرب السورية ومثلها العراقية، يغذيها شعب مستعد أبدا أن يكون من غزيّة، غازية كانت أم مسترشدة. والبعض يحلو له أن يحلل - وأولئك الأذكياء كثيرون - فيُلقي التبعيّة على النظام السوري الذي ربـّى الشعب أن يكون غنما! طيب يا محلل إذا كانت "الغَنَمِيَّة" قد أصبحت جزءا من المكونات الوراثية للسوري، فماذا ترجو منه ومن ثورته التي لا تشبه إلا الثور؟

هل هذا حقا من نتائج التربية البعثية أم التربية الدينية؟ لماذا تخدعون أنفسكم والناس معكم؟ فهذا ما سنجده في التاريخ الإسلامي منذ فجره وحتى اليوم، لم يتغير ولم يتبدل سوى أن الأشخاص يختلفون ويتقلبون بحسب تقلب الزمن، أما الأسلوب والنتيجة والتبعية العمياء فإنها هي هي.

ربما كان منظرو البعث أذكياء فاستفادوا من "الغَنَمِيَّة" الكامنة باستمرار، كما استفادت منه كل الطغم الحاكمة في المجتمعات الدينية القطيعية، فخمسين أو سبعين سنة لا تُولِّد شعبا جديدا لا يعرف أصوله. والأتراك برهنوا على هذا بدقة فائقة، فكل علمانية أتاتورك على مدار ثمانين أو مائة عام، لم تستطع خلق شعب جديد، فيوم "نكش" أردوغان جينات الأتراك، خرجت بكل بساطة الغَنَمِيَّة المستعدة أن تصفق له، بالرغم من كل مساوئه ومساوئ حكمه وشريعته البدائية.

وإلى حفلة تصفيق جديدة، عاشت الثورة والثور زوجها يفلحان الأرض السورية بالدمار والدماء.

 

كالغري 13 آب 2016