مديح مسجع

قاله النابغة الذبياني في عمرو بن الحارث ملك غسان

والنابغة الذبياني هو زياد بن معاوية، وجده ذبيان، عاش في مطلع القرن السابع، وهو من الشعراء الكبار.

والنص منقول عن كتاب شعراء النصرانية للأب لويس شيخو.

ألا أنعِم صباحا أيُّها المَلِكُ المُبارك:

السَّماءُ غِطاؤك، والأرضُ وِطاؤُك، ووَالدي فِداؤك، والعربُ وَقاؤك، والعَجَم حِماؤك، والحكماءُ جُلَساؤك، والمُدَاراةُ سِيمَاؤك، والمقَاوِلُ اِخْوانُك، والعَقْل شِعارُك، والسِّلم مَنَارُك، والحِلْمُ دِثَارُك، والسَّكِينةُ مِهَادُك، والوَقارُ غِشَاؤك، والبِّرُ وِسَادُك، والصِّدْقُ رِداؤُك، واليُمْنُ حِذاؤُك، والسَّخاءُ ظِهَارَتُكَ، والحَميَّةُ بِطَانتُك، والعُلا غَايتُك.

وأَكْرَمُ الأحياءِ أَحيَاؤُك، وأَشرَفُ الأجدادِ أجدادُك، وخَيْرُ الآباءِ آباؤُك، وأَفْضَلُ الأعمامِ أعْمَامُك، وأَسْرَى الأخْوالِ أَخْوالُك، وأَعَفُّ النِّساءِ حَلائِلُك، وأَفْخَرُ الفِتْيانِ أبْنَاؤُك، وأَطْهَرُ الأُمَّهاتِ أُمَّهاتُك

وأَعْلَى البُنْيانِ بُنْيانُك، وأَعْذَبُ المياهِ أَمْواهُك، وأَفْسَحُ الدَّاراتِ دَاراتُكَ، وأَنْزَهُ الحَدَائِقِ حَدائِقُكَ، وأَرْفَعُ اللِّباسِ لِباسُك، وأَدْفَعُ الأجْنادِ أَجْنادُك.

قَدْ حَالَفَ الأضْرِيجُ عَاتِقَك، ولاءَمَ المِسْكُ مسْكُك، وجَاوَرَ العَنْبرُ تَرائِبَك، وصَاحَبَ النَّعِيمُ جَسَدَك، العَسْجَدُ أَنْيَتُك، واللُّجَيْنُ صِحافُك، والعَصْبُ مَنَادِيلُك، والحُوَّاري طَعَامُك، والشَّهْدُ إِدامُك، واللَّذَّاتُ غِذاؤُك، والخُرْطُومُ شَرابُكَ، والشَّرفُ مَنَاصِفُك، والخَيْرُ بِفَنَائِك، والشَّرُ بِسَاحَةِ أَعْدائِكَ، والنَّصرُ مَنُوطٌ بِلِوَائِك، والخِذْلانُ مع أَلْوِيَةِ حُسَّادِكَ.

زَيَّنَ قَوْلَكَ فِعْلُك، قد طَحْطَحَ عَدوَّك غَضَبُك، وهَزَمَ مَقَانَبَهم مَشْهَدُك، وسار في الناسِ عَدلُك، وشَسَعَ بالنَّصرِ ذِكْرُكَ، وسَكَّن فَوَارعَ الأعداءِ ظِفْرُك.

الذَّهَبُ عَطاؤُك، والدَّوابُ رَمْزُك، والأوْرَاقُ لَحْظُك، والغِنَى أَطْرافُكَ، وأَلْفُ دِينارٍ مَرْجُوحَةُ إِيْمَاؤُك.

أَيُفَاخِرُ المُنْذِرُ اللَّخْميُّ!

فَوَالله لَقَفَاكَ خَيرٌ مِنْ وَجْهِهِ، وَلَشِمَالُكَ أَجْوَدُ مِنْ يَمِِينِهِ، ولأَخْمَصُكَ خَيرٌ مِنْ رَأْسِهِ، وَلَخَطَاؤُك خَيرٌ مِنْ صَوابِهِ، وَلَصَمْتُك خَيرٌ مِنْ كَلامِهِ، وَلأُمُّك خَيرٌ مِنْ أَبيهِ، وَلَخَدَمُك خَيرٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَهَبْ لِيَ أَسَارَي قَوْمِي، واِسْقِهِنَّ بِذلِكَ شُكْري، فإِنَّكَ مِنْ أَشْرافِ قَحْطانَ، وأنا مِنْ سَرَواتِ عَدْنانَ.