بياني كنسي

بشأن التهديد بحرق مصحف القرآن 

شَغَلَتْنا كما غيرنا قضية قرار إحدى الكنائس في أميركا إحراق القرآن علانية كتعبير عن الرفض والكره. كنَّا نشرنا بهذا الخصوص الإدانة التي أَطلَقَها الاتحاد الإنجيلي العالمي، وهنا نعود ونؤكد:

إنَّنا بالطبع نَشعُرُ مع هذه الجماعة المسيحية والأميركيين بشكل عام بالأذية والضرر الهائلين اللّذين أصيبوا بهما نتيجة العمل الإجرامي الذي لَحِق بهم في هجمات الحادي عشر مِنْ أيلول، تماما كما نَشعُرُ بالحزن والأسى للأضرار والأذيات والقتل والموت الذي تُخلِّفُه العمليات الإرهابية في العراق وباكستان وأفغانستان وسواها مِنَ الشعوب المتألمة، وفي مُقدِّمتِهم شعبنا الفلسطيني، لكنَّنا في الوقت عَينِهِ نَودُّ أنْ نُذكِّرَ أبناء كنيستنا والمسيحيين عموماً:

إنَّنا نحن، وبالرَّغم مِن نوع الأذى الذي يُصيبنا، نلتزم تعاليم سيّدنا، ومنهجية مُخلِّصنا، الّذي أَوْصى صراحةً "أحسنوا إلى مبغضيكم" وأيضاً "صلّوا لأجل الّذين يسيئون إليكم"، وأيضاً "باركوا لاعنيكم"، وهذا يَعني صراحةً وبكلِّ وضوح أنَّ المبدأَ الّذي يحكمنا ليس عينٌ بعين ولا سنٌّ بسن ولا قدمٌ بقدم، بل "إن جاع عدوّك فأطعمه وإنْ عطش فاسقه".

إنَّنا اخوتي وأخواتي مدعوون لصنع السلام في عالم مُضطَّرب ومُتقلقل، لأنَّ الربَّ قال: "طوبى لصانعي السّلام"، لأنَّنا بهذا سوف نكون "أولاد الله".

هذا، وفي الوقت عينه، نلفت الإنتباه إلى بعض المسيئين الّذين يحاولون بَثَّ سمومهم وأذيَّاتهم بين الناس، الّذين حاولوا بطريقةٍ مُغرضةٍ الغمزَ بأنَّ تلك الكنيسة التي خطَّطت لهذا العمل غير المسيحي، هي كنيسة معمدانيِّة، وبهذا الخصوص نقول:

أولاً- إنَّ تلك الكنيسة ليست معمدانيّة، وهذا يعني أنَّ ما غَمَزوا به كذبوا به.

ثانياً- حتَّى وإنْ كانت معمدانيّة، فهذا لا يَعني أنَّنا أوصياء على مئات الملايين مِنَ المعمدانيين حول العالم، فيما يتعلَّق بمواقفهم السياسيَّة والثقافيَّة والفكريَّة.

ولنتذكَّر دائماً أنَّنا جماعة مسيحية مدعوَّة "أنْ تُقيم طلبات وصلوات وابتهالات وتشكُّرات لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الّذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنَّة هادئة في كلِّ تقوى ووقار".

انتهى البيان

حلب 11 أيلول 2010