الأبيض يتلطخ بالدم

حضرة اللابس الأبيض..

اعتذرتَ لليهود عن أزمات أكل عليها الدهر وشرب، دون أن تنتبه إلى ما يفعله اليهود بالشعب المسكين! قُلنا: صار، والله وكيلنا.

تناسيتَ أنَّ أورشليم مسيحية، قَبْل وأكثر مما هي يهودية وإسلامية! قُلنا: أورشليم بالنتيجة حجارة وسيهدمها زلزال ربما قريب.

زرتَ إسرائيل في الوقت الذي كانت المنطقة تغلي، وعُرِضَ أثناء زيارتك فِيلما يَستهزء بالعذراء مريم! قُلنا: هنا أخطأ ولعله لم ينتبه.

وقصة بورما وكذب الأميركان وإعلامهم بشأن الإرهابين هناك! قضية بعيدة عنّا جدا وسَنَفْترضُ أنَّـها لا تَعنينا.

أما أن تستقبل مجرما، يده لونها أحمر مثل عَلَمِه، ورائحتُه رائحة دم طازج حديث، ودَأبُه الكذب والتدليس والتعتيم على ما فعل آباؤه! فماذا نقول؟

يعني يا سيدي، أيكون السياسيون المنافقون في بعض أوروبا مِن حَولِك أكثر حكمة وجرأة منك؟

ألـم تسمع بالأسئلة الدائرة عند جيرانك الألمان عن صفقات الأسلحة الـمُسَلَّمة لذلك المجرم؟

الـم تسمع بالقرارت التي تُزْمع السويد القيام بها، وقَبْلَها ما فَعلَتْ هولندا والنمسا؟

أُذكِّرُك أنَّ الروس، ألغوا زيارة رئيسهم، وأعادوا سُواحهم، وأتلفوا فواكههم وأغذيتهم الذاهبة غربا، ومنعوا طائراتهم مِن عبور البحر، بعد أن قَتَلَ الأتراك طيارا روسيا واحدا، واحدا فقط!

ألـم تسمع بالمذبحة الجديدة التي تجري في عفرين؟ ولِعِلْمِكَ بعض المذبوحين فيها مسيحيون!

طيب ألا تتذكر السريان والآشوريين والأرمن والعرب المسيحيين واليونانيين الذين قَتلوا منهم بضعة ملايين، وهجّروا مَن لـم يُقتل؟

أسفي على ثوبك الأبيض الذي تساقطتْ عليه نقاط دَم يَـحـملها معه المجرم الذي استقبلتَه استقبال الأبطال.

أسفي على يدك التي لن تنظف بسهولة مِن بُقع الدم التي بقيتْ عليها يوم صافحتَ بها يد ذلك المجرم، فالدم فيها مُعشِّش مُتأصِّل، فهو يحمل في ثنايا بصماته إرْثَ آبائه الدموي.

حضرة اللابس الأبيض،

تلك المنطقة التي يَقتلُ سكانَها ضيفُكَ اللاكريم، هي حيث عاشَ وبَشَّرَ ومَاتَ بطلُ الإيمان الفريد – سمعان العمودي!

 

كالغري 7 شباط 2018