الـخِبُّ والمغفّل

دفنت رأسي الصغير في الرمال          واسترحت من قول وقيل وقال

أنا لن أرى الصياد أبدا أن              يراني هذا ضرب من المحال

أنا لن أسمع صوتا أبدا فلتصرخوا         أصم صلد كصخر الجبال

أنا لن أقول شيئا أبدا أبكم              صامت كخرائب الإيم الخوال

هكذا فعل النعام يا إخوتي              تجاهلوا ولا تهتموا بتبدل الأحوال

نحن النعام الكرام هذا دأبنا             فليتهموننا بالنفاق بالاحتيال

يد الله مع الجماعة أبدا تلهمنا           وهي لاشك مصنع الأبطال

هذا اجتماع المؤمنين على الحق         هذا نصر مؤزر للعُقَّال

إلا واحد منّا تحامق عامدا              والحماقة وربك داء عضال

كم نصحناه طأطئ رأسك وانهزم        غانماً والتحق بالرجال

فأبى رافعاً رأسه متمسكا بل             حالماً بالحق والخير والجَمَال

أتته المصائب من كل صوب            فناء كاهله بأثقل الأحمال

هذا جزاء الصدق والإخلاص           ومن يصبو للمكارم والمعالِ

ما أجمل الجبن والتعامي والرمل          وكم هن يا قلبي علي بغوالِ

نعم الإقامة طاعماً كاسيا                قبح السعي واحل والترحال

بئس العمل عمل الواجبات             ونعم التجارة تجارة الأقوال

هياكل عظيمة وكروش منفوخة          وأرياش والرأس من الدم خال

اغسل يديك من دم المصلوب          كما غسل يديه الملوثتين الوالِ

نام مرتاح الضمير واهماً                 وأفاق على شق الحجاب والزلزال

والبائع سيده بثمن بخس                 وجدوه على غصن معلقاً بالحبال

والمختلسان من ثمن الحقل دراهما         ماتا مذنبين عند آلة الحمّال

فاقرأ فعل الندامة تائباً صادقا            علّك تحظى بغفران ولو بآجال

ولتكن حاراً أو باردا لا فاتراً            فالخلاص لاشك مقرون بالأفعال

 أو خير لك أن تلقي بنفسك في         اليّم وفي عنقك كثير من الأثقال

وليد العجي